الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ويصرح ابن الشجري بأن الجار المفيد للتعليل مع مجروره مفعول له، وذلك قوله في بيت المتنبي (1):
قال: "وقوله: (من طربي) مفعول له، و(من) بمعنى اللام، كما تقول: جئت لأجلك، ومن أجلك، وأكرمته لمخافة شره، ومن مخافة شره" (2).وتوفيقا بين ما اشتهر من اصطلاح النحويين في المفعول له، وبين تسمية الجار والمجرور المفيد للتعليل مفعولا له قسم الكفوي (3) المفعول له قسمين: صريحا وغير صريح، فما كان بحرف الجر فهو غير صريح، وما كان بغير حرف الجر فهو صريح.ونخلص من الحديث في حد المفعول له، وشروطه إلى أن الجر بالحرف المفيد للتعليل هو الأصل وأن النصب أمر عرض له بعد نزع حرف الجر اعتمادا على نظرة النحويين إلى تعدي الفعل إلى المنصوبات، وكثر ذلك فيه واطرد حتى صار قياسا فيه، يقول الرضي: "والذي أرى أن جميع الظروف متوسع فيها... وكذا المفعول له... تعدى إليه الفعل بنفسه بعد ما تعدى إليه بحرف الجر فهما مثل: ذنبا في قولك: استغفرت الله ذنبا، إلا أن حذف حرفي الجر أي (في) و(اللام) صار قياسا في البابين كما حذف حرف الجر قياسا مع أن وأن" (4).ويقوي هذه الوجهة في نصب المفعول له الأمور الآتية:أن التعليل معنى، الأصل أداؤه بما هو نص فيه، وهو حرف التعليل، فأداؤه بغيره خلاف الأصل.أن إفادة التعليل مع النصب مشروطة بشروط يتقوى بها أداء هذا المعنى، وإفادة التعليل بالحرف لا شرط لها، فما كان قويا في نفسه أصل في بابه، بخلاف ما يتقوى بغيره.- - - - - - - - - -(1) ينظر: ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح العكبري: 1 /302.(2) أمالي ابن الشجري: 3 /225. وينظر نحو ذلك في: البحر المحيط: 7 /310، وحاشية الشهاب: 1 /621.(3) ينظر: الكليات: 808.(4) شرح الكافية: 2 /72. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 188- مجلد رقم: 1
|